“أقا” كلمة أمازيغية تعني لغة النواة، واصطلاحا هي الحنجرة بصيغة المؤنث “تاقايت”، ويتم إطلاقها على سطح الأرض كاصطلاح جيومرفولوجي. وبذلك، فـ”أقا” تعني الخانق الضيق بين عرفين جبليين، تعبره المسيلات المائية والممرات. كما يطلق عليه مرادف آخر له نفس المعنى بالأمازيغية؛ وهو تاكموت؛ أي الحنجرة. وهكذا نجد أسماء أماكن متعددة تحمل الاصطلاحين مثل: أقايغان – تكموت نايت بني يعقوب – أقا يزنكاض، وكلها باقليم طاطا, وأقا مدينة مغربية لها تاريخ عريق، توجد على ضفاف نهر وادي درعة على بعد 60 كلم غرب مدينة طاطا، وحوالي 190 كلم شرق مدينة بويزكارن. وهي تنتمي إداريا لإقليم طاطا، ويبلغ عدد سكانها، بحسب إحصاء 2004، حوالي 7102 نسمة. تحيط بأقا مجموعة من الأحياء أو المداشر؛ وهي أكادير أوزرو، وتكاديرت يقبابن، وتوريرت يرحالن، وزويت سيدي عبلا امبارك. وهي تعرف بسوقها الأسبوعي الذي يحج إليه الباعة والمستثمرون يومي الخميس والأحد من كل أسبوع. وقد ورد اسم أقا في كثير من المصادر التاريخية؛ حيث ارتبط بأهم المدن التاريخية الأثرية المندثرة: مدينة تامدولت أقا. فقد ذكر “الحسن الوزان” في كتابه “وصف إفريقيا” هذه المدينة قائلا: “تتألف اقا من ثلاثة قصور صغيرة، وكانت عامرة جدا، لكن السكان هجروها على إثر فتن أهلية”. وقد أضاف محقق وصف إفريقيا في الهامش: “أقا اسم نهر من روافد درعة، سميت به مجموعة من القرى، وكانت مسكنا منذ القرن السابع الهجري، وازداد عمران أقا بعد خراب مدينة تامدولت الإدريسية القريبة منها”. وقد كانت المنطقة ممرا أو نازلة للقوافل التجارية على الطريق الرابطة بين أهم المراكز التجارية بالصحراء الكبرى وسجلماسة وأغمات بالمغرب. وقد ارتبط اسم أقا بأحد فقهاء المصلحين؛ وهو سيدي أبو عبدالله محمد بن مبارك الأقاوي، الذي جمع المجاهدين وحثهم على مواجهة المد المسيحي البرتغالي الإسباني بالسواحل الجنوبية، وإليه يرجع الفضل في تأسيس الدولة السعدية. يقول المؤرخ محمد بن عسكر في كتابه “لوحة الناشر”: “ابو عبدالله محمد بن مبارك الأقاوي… هو الذي أمر قبائل سوس بالانقياد إلى السلطانين الشريفين أبي العباس أحمد، وأخيه أبي عبد الله محمد الشيخ”. وإلى هذه المنطقة ينتسب الفقيه المقاوم سيدي مبارك التوزنوني، الذي قاوم إلى جانب قبائل أيت عطا تحت قيادة بلقاسم النكادي بواحات المغرب الشرقي. وإلى أقا تنتسب كذلك مدينة تمدولت الأثرية التي ازدهرت في عهد الأدارسة