_ تتشكل مجموعة أقا من ثلاث قرى منغلقة على نفسها، متقاربة بينها، تقع في صحراء نوميديا، على تخوم ليبيا، في منطقة يملكها بنو هلال، الذين دخلوا إفريقيا في عهد القائم بالله، احد خلفاء القيروان، ولما استقر هؤلاء الأعراب بإفريقيا، تأثر بعضهم بأسلوب حياة أهلها فراحوا يشيدون المنازل على نمط البرابر، واندمجوا في أوساطهم. ص144.

_ لبتت أقا حينا من الدهر دار غنى و ازدهار، يرفل أهاليها في رغد العيش، لكمها انقلبت إلى دار فقر و كساد، بسبب الفتن الداخلية و الاقتتال بين السكان، فتدخل رجل صالح من المرابطين و استطاع إن يضع حدا للتطاحن بين الإخوة، … وعاد إلى أقا اللذين هاجروها من قبل، و بايعوا ذلك المرابط بالإمارة عليهم… ص144.

_ يعاني اليوم أهل أقا كثيرا داهية الفقر التي تطغى على سكان القرى بالخصوص، الذين لا يملكون فتيلا ولا قطميرا، اللهم إذا استثنينا كميات ضئيلة من التمر الذي يجنونه من نخيلهم الضعيف، فيبادلونه بقليل من القمح أو الشعير الذي يأتي به البرابر من المغرب. ص144

_ تشكل درعة إقليما هاما من أقاليم نوميديا، ويبلغ طول درعة 90 فرسخا، لكن عرضه قصير، توجد على ضفاف هذا النهر عدة قرى و مدن في الجهات المرتفعة من مجراه، لأنه يفيض في فصل الشتاء، يقل ماؤه في الصيف…إلى درجة يمكن عبوره على الأقدام في عدة جهات.
في شهر ابريل من كل سنة، ترتفع مياه النهر و تغمر الأراضي الفلاحية فتخصبها و يحرث الناس و يحصدون، أما إذا انعدم فيضان درعة، فاعلم أن القحط سيضرب المنطقة لا محالة لان الأرض لا تنتج شيئا… ص145.

_ و الجدير بالذكر إن نساء درعة على جانب كبير من الجمال، لا تقل بدانة أجسامهن منه شيئا، زد على هذا أنهن يتحلين بالطيبوبة و الاستقامة، ويتقبلن بصدر رحب ما يفرض عليهن من معاناة من طرف الرجال. ص146.

_ تسنت: هي عاصمة إقليم درعة، كانت تصدر إلى أوروبا معادن النحاس الأحمر و النحاس الأصفر و الرصاص و التبر الذي يأتون به من بلاد السودان… و كان هذا الذهب يسمى عند أهل البلد النقناقي. ص 147.

_طاطا: يتميزون بسمو الأخلاق و الشجاعة، يملكون كثيرا من الخيول التي يغذونها بالتمر بدلا من الشعير، تقع مدينة طاطا وسط النخيل و يحيط بها قبائل سكتانة و ايت واو زكيت، و كل عناصرها يدينون بالولاء لملك مراكش. ص151.
أعده للنشر الأستاد عبدالقادر أولعايش